وردة

 


وردة 

ليتنا لم نخلق كي لا نتعذب ".كثيرا" ما كانت تردد السيدة وردة هذه الجملة :

تبلغ السيدة وردة 35 سنة من العمر ، أنها كالوردة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، جميلة وذات لون فتان كالورد الجوري .

- من المفترض أن يكون الإنسان في هذه المرحلة العمرية ، وصل لمرحلة الإستقرار النفسي ، والتصالح مع الذات .

تزوجت وردة في عمر ال13 سنة ، تزوجت هربا" من المنزل مع رجل يكبرها ب 20 سنة . تزوجت باحثة عن أب خارج الأسرة ، تزوجت باحثة عن الحنان ، العاطفة والحب .

إذا أردنا أن نقلب في ذكريات الطفلة وردة ، تعبر وتقول لا أتذكر من الماضي غير "مشاهد العنف ، الضرب ، والأسى والحزن ".

والحقل المعجمي لطفولتها كانت أكثرها كلمات : حبل – عصا-صراخ- بكاء- تكسير-أب ظالم .

حدثنا ذات مرة عن مشهد لا يمكن أن تنساه مطلقا" ، مشهد الأب الذي علق على الحائط حبل قام بإعدداه بهدف تنفيذ عقوبة بحق كل طفل( فرد من الأسرة )  رسب في المدرسة .

بالأضافة الى المشاعر التى عبرت عنها انها كم كانت تكره المدرسة بسبب والدها حيث كان يلقي اللوم ويعاقبها امام جميع التلاميذ والمعلمات في المدرسة .

في سن ال18 سنة ، إستيقظت من حلم ، أو بالنسبة لها من كابوس، ولكن في يدها 3 أطفال.

هنا قالت بدأت صراعاتي الداخلية ، بدأت أحب ، أعشق الحياة ، لم أعد أطيق البقاء مسجونة داخل منزل مغلق وبارد، مع رجل إكتشفت  أنه ليس والدي .  

وقعت خلافات كثيرة بينها وبين زوجها ...

طلقت ، فقالت ذلك اليوم ولمرة واحدة فقط : الأن أشعر بطعم الحياة ، بطعم الحرية .

بعدها وفي اليوم التالي فورا" ، عادت وردة طفلة صغيرة ، عادت لعمر ال13 سنة ، وعاد الأب ليحمل العصا التى كانت مرمية في زوايا المنزل العتيق .............. لتسترجع وردة ذكرياتها  المؤلمة الحزينة .

فهربت للمرة الثانية في عمر ل35 سنة ، هربت باحثة للمرة الثانية عن اب ، فتزوجت رجلا" يكبرها ايضا ب20 سنة ......

لم تنتهي القصة .. قصة الوردة ..لا يهم أنها لم تكتمل ..المهم هي البداية ..بداية كل أسرة تأستت فيها  أبشع صورة ..صورة الأب القاسي ..

سأترك القلم هنا ..وسأترك خلفة سؤال مفتوح ..هل لقسوة الأب وجبروته هذا القدر الهائل من عدم الأستقرار الذاتي ؟

 

 

 

 

 

Comments

Popular posts from this blog

لماذا وماذا بعد

زبيدة

الصحة النفسية